اعراض سرطان الشرج

سرطان الشرج هو نوع نادر من السرطانات التي تنشأ في فتحة الشرج، الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، ورغم قلة حدوثه مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، إلا أن معرفة اعراض سرطان الشرج بشكل مبكر يعد أمرًا حاسمًا للتشخيص والعلاج الناجح، وقد تتداخل اعراض سرطان الشرج مع أعراض حالات أخرى مثل البواسير أو الشرخ الشرجي؛ ما يجعل التمييز بينها ضروريًا.

لذلك في هذا المقال سوف نتعرف على اعراض سرطان الشرج وسبب وجود كتلة عند فتحة الشرح مع ألم، وكيفية التعامل معها، وأهمية الكشف المبكر، وذلك مع الدكتور وائل متولي ـ استشاري الجراحة العامة والمناظير وجراحات أمراض الشرج والمستقيم بالليزر – فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية.

مقدمة عن سرطان الشرج

الجهاز الهضمي لجسم الإنسان يتكون من العديد من الأجزاء، بدايةً من الفم ووصولًا إلى فتحة الشرج التي توجد في النهاية، والتي تكون مسؤولة عن إخراج المخلفات والبراز من الجسم، وكل الجهاز الهضمي يتكون من خلايا ويبطنه كذلك العديد من أنواع الخلايا، وللأسف فإن كل جزء من أجزاء الجهاز الهضمي مُعرض للإصابة بالسرطان، ومن هذه الأجزاء فتحة الشرج والقناة الشرجية، والتي بدورها تؤدي إلى العديد من اعراض سرطان الشرج المزعجة، والتي تؤثر بدورها على جودة حياة المريض؛ مما يدفعه للبحث عن طرق للتخلص من هذه المعاناة.

وسرطان الشرج هو نوع من أنواع السرطانات التي يمكنها أن تُصيب الجهاز الهضمي، وعلى الرغم من أنه من السرطانات النادرة والتي تُصيب النساء أكثر من الذكور، وغالبًا ما تُصيب الأشخاص فوق سن الـ 35 عامًا، إلا أن إمكانية حدوثها واردة، وتأثيرها على حياة المريض كبير.

أسباب الإصابة بسرطان الشرج

قبل الحديث على اعراض سرطان الشرج وكيف يؤثر هذا السرطان على جودة حياة المرضى، لا بد في البداية أن نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة، وتجدر الإشارة إلى أن واحدة من أشهر اعراض سرطان الشرج كما سنذكر لاحقًا هي وجود كتلة عند فتحة الشرج بالإضافة إلى الشعور بالألم، لذلك تجد الكثير من الأشخاص والمرضى يبحثون عن سبب وجود كتلة عند فتحة الشرح مع ألم.

عند الحديث عن ظهور كتلة عند فتحة الشرج مع ألم الناتجة نتيجة الإصابة بسرطان الشرج، فإن الأسباب الدقيقة لحدوث هذه الحالة لا تزال غير معروفة تمامًا، ولكن السرطان بشكل عام يحدث عندما تفقد الخلايا السيطرة على نموها وانقسامها الطبيعي؛ مما يؤدي إلى تكوين كتلة غير طبيعية من الخلايا، ومع ذلك تشير الدراسات إلى أن معظم الحالات التي تظهر فيها كتلة عند فتحة الشرج مع ألم نتيجة الإصابة بسرطان الشرج ترتبط بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي يُعتبر من الأسباب الرئيسية، وينتقل هذا الفيروس عبر الاتصال الجنسي، ويُعتقد أنه يساهم بشكل كبير في تطور سرطان الشرج لدى المصابين.

لكن على الرغم من عدم معرفة سبب سرطان الشرج الفعلي، إلا أنه يوجد العديد من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة، وهذه العوامل تشمل:

• التقدم في العمر يزيد من فرصة الإصابة.
• الشخص الذي يمتلك أكثر من شريك جنسي أكثر عرضة للإصابة، لزيادة فرصة نقل فيروس الورم الحليمي البشري إليه.
• الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الشرج.
• ممارسة الجنسي الشرجي من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بشدة.
• بعض العادات السيئة مثل التدخين.
• الإصابة ببعض أنواع السرطانات الأخرى في السابق مثل سرطان المهبل أو سرطان عنق الرحم أو حتى سرطان القضيب لدى الذكور.
• عدم تلقي اللقاح الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري.
• الإصابة بالناسور الشرجي قد تزيد من فرصة الإصابة.

اعراض سرطان الشرج

بعد التعرف على سبب وجود كتلة عند فتحة الشرح مع ألم الناتج عن الإصابة بسرطان الشرج، دعنا في هذه الفقرة نبدأ في التعرف على اعراض سرطان الشرج، وكيف يؤثر هذا السرطان على حياة المريض.

توجد العديد من اعراض سرطان الشرج، والتي تشمل:

• الشعور بحكة في منطقة الشرج، أو حتى في المنطقة التي تُحيط بالشرج.
• الشعور الدائم بالامتلاء أو الألم في منطقة الشرج.
• فقدان السيطرة على الأمعاء، وهذا العرض يؤدي إلى الإصابة بما يُعرف بسلس البراز.
• الإصابة بنزيف من المستقيم خاصةً أثناء حركة الأمعاء.
• وجود كتلة في منطقة الشرج، وهذه من أشهر اعراض سرطان الشرج، لأن السرطان كما عرفناه هو انقسام سريع غير محكوم للخلايا يؤدي إلى تكوين كتلة خلوية غير طبيعية، وقد تظهر هذه الكتلة من خلال فتحة الشرج.
• خروج العديد من الإفرازات من فتحة الشرج.
• تورم الغدد الليمفاوية التي توجد في منطقة الشرج.
• الشعور بأنك تحتاج باستمرار إلى التبرز.

بالنظر إلى اعراض سرطان الشرج السابقة، سوف نجد أنها أعراض عامة للغاية، وليست محددة للإصابة بسرطان الشرج، إذ توجد العديد من الحالات المرضية والمشكلات التي يمكن أن تؤثر على هذا الجزء من الجسم وتؤدي إلى الإصابة بهذه الأعراض منها الإصابة بالبواسير أو الإصابة بالثآليل أو الشقوق الشرجية، لذلك لا داعي للفزع عند الإصابة بهذه الأعراض، فقد لا تكون اعراض سرطان الشرج، بل أعراض أي مشكلة أخرى، وللعلم فإن أي مشكلة أخرى هي أبسط من سرطان الشرج.

لكن من المهم عند ظهور هذه الأعراض، وعدم تحسنها لفترة أو زيادة سوء هذه الأعراض، فإنه من المهم استشارة أفضل الأطباء المتخصصين بخصوص هذا الأمر، وسيعمل الطبيب على فحص المريض وإجراء الفحوصات اللازمة، ثم تأكيد التشخيص بالإصابة أو لا بعد ذلك.

مضاعفات السرطان الشرجي

يبحث الكثير من المرضى عن مضاعفات السرطان الشرجي، ولكن دعنا نوضح نقطة في البداية أن سرطان الشرج هو سرطان بمعنى أنه قد يُسبب العديد من المضاعفات الخطيرة في حالة عدم علاجه بالطريقة الصحيحة، فعند إهمال اعراض سرطان الشرج، وعدم استشارة الطبيب لبدء العلاج المناسب، فإن هذا السرطان يبدأ في الانتشار إلى الأنسجة القريبة منه، وهذه يؤثر على حياة المريض، ويُصعب من العلاج بعد ذلك، ولكن الشيء الذي يُعطي القليل من الأمل أن هذا السرطان نادرًا ما يستطيع الانتشار إلى الكبد أو الرئتين، ولكن هذا لا يعني إهمال العلاج.

علاج سرطان الشرج

بعد التعرف على اعراض سرطان الشرج، وخطورة ترك هذا السرطان دون علاج، دعنا في هذه الفقرة نوضح الطرق المختلفة المتاحة لعلاج سرطان الشرج، ويعتمد علاج سرطان الشرج على نوع السرطان والمرحلة التي يتواجد فيها حاليًا، ولكن نجد أن طرق العلاج تشمل:

• العلاج الإشعاعي: يستخدم الطبيب أشعة عالية الطاقة لكي تدمر الخلايا السرطانية، وتوجد العديد من أنواع العلاج الإشعاعي المتاحة لعلاج اعراض سرطان الشرج.
• العلاج الكيماوي: يستخدم فيه الطبيب العديد من الأدوية التي لها القدرة على تدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانقسام.
• العلاج المناعي: يستخدم الطبيب أدوية تساعد الجهاز المناعي وتقويه وتحفزه من أجل مهاجمة وتدمير الخلايا السرطانية.

علاج سرطان الشرج بالتدخل الجراحي

غالبًا لا يلجأ الطبيب في علاج اعراض سرطان الشرج إلى الجراحة كعلاج أولي، وإنما يلجأ إليه في الحالات التي لا تستجيب إلى العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي، أو في الحالات التي أُصيبت ثانيةً بالسرطان بعد العلاج.

كما تعتمد جراحة سرطان الشرج على حجم الورم ومدى انتشاره، وفي العملية الجراحية يعمل الطبيب على استئصال الورم وجزء من النسيج المُحيط به، ويحاول الطبيب عدم الإضرار بالعضلة العاصرة، وفي بعض الحالات المتطورة من سرطان الشرج، قد يعمل الطبيب على استئصال القناة الشرجية والمستقيم وجزء من القولون، ويعمل الطبيب على بناء ما يُعرف باسم فغر القولون أو ما يُعرف بالإنجليزية باسم Colostomy، إذ يصل الطبيب بين جزء من القولون وجدار البطن، ويترك فتحة تُسمى فغرة، ليخرج منها البراز إلى كيس تجميع.

يمكن إجراء هذه العملية عن طريق استخدام المنظار أو بالطريقة التقليدية، ولكن أهم شيء هو اختيار أفضل الجراحين المتخصصين في إجراء مثل هذه العمليات؛ لإجراء العملية بأفضل طريقة ممكنة، وتحقيق أعلى نسب النجاح من العملية.

في الختام، يعد سرطان الشرج من الأمراض النادرة، ولكن قد تتشابه اعراض سرطان الشرج مع حالات أخرى أقل خطورة، مثل البواسير أو الشقوق الشرجية، ومع ذلك من الضروري عدم تجاهل الأعراض المزعجة مثل الألم، والنزيف، أو وجود كتلة غير طبيعية عند فتحة الشرج، والتوجه فورًا للطبيب للتشخيص المبكر، حيث أن الكشف والعلاج المبكران يلعبان دورًا حاسمًا في تحسين فرص الشفاء والتقليل من المضاعفات، كما أن الحفاظ على الصحة من خلال الوقاية من عوامل الخطر، مثل العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري، والاهتمام الدائم بالفحوصات الطبية، يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحماية من هذا المرض.